بدت الأنشطة الطلابية بعد إنتهاء الإمتحان الجامعى فورا.
ويطلق على هذا المنظر النشاطى السنوى إسم معروف لدى الخاص والعام بالحياة الصيفية.
تجمعت فيها أنواع المشاعر الإنسانية من السرور والفرح بانتهاء الفترة الزمانية
المتعبة، وهى فترة الإمتحان. ومن القلق والضجر بانتظار ونيل ما يطلع من النتيجة
التى يكرم بها المرء أو يهان. ومن التعب والملل أحيانا بكثرة البرامج والواجبات
التى تحتاج إلى بذل الوسع والجهد بأعلى صورتهما.
و على وجه الإجمال يمكن لنا تصوير حياة الطلبة الصيفية
بتقسيمها إلى عدة جوانب:
1. الجانب الإتحادى
يشتمل هذا الجانب على كل
أنشطة الطلبة المتعلقة بأمور إتحادهم, منها لجان الرحلة التى يعقدها كثير من إتحاد
الطلبة. وهذه اللجنة تتطلب منها إشتراك الطلاب لتدبيرها وتنظيمها حتى تسير وفق
الغاية المرجوة.
و يدخل تحت هذا الجانب
أيضا برنامج التقرير عن تقدم العمل والتسليم وتسلم الأمانة إلى مسؤولى الإتحاد
الجدد الواقعان غالبا فى أوان ما بعد الإمتحان الجامعى حفظا لبقاء دوره و استقراره،
واستمرار خدمته لشؤون الطلبة.
2. الجانب العلمى و الثقافى
يتكون هذا الجانب من
الندوات والمسابقات العلمية, وحلقات النقاش فى موضوعات شتى, و مجالس العلم والدروس
المتنوعة. وهذه الأنشطة الثقافية العلمية إما أن يعقدها إتحاد الطلبة بجميع أنواعه
وإما موجودة من غير تداخل الإتحاد فى إعقادها، مثل مجالس العلم والدروس فى المساجد
المنتشرة فى جميع نواحى القاهرة وغيرها. أيضا الحلقات العلمية التى يعقدها مجموعة
من الطلبة دون الإنتماء إلى أى اتحاد معين.
ويرجع كل النشاط الطلابى
فى هذا الجانب إلى الهدف الأساسى السامى، ألا وهو ترقية القدرة العلمية لدى الطلبة
والمحاولة الدائمة على تطبيق السنة النبوية الشريفة التى رواها أنس بن مالك رضى
الله عنه، "طلب العلم فريضة على كل مسلم."
3. الجانب الترفيهى
لكون الفترة الصيفية هى
فترة الإجازة من الإنشغال بالأمور الدراسية الجامعية. فلا يمكن أن ينفصل هذا
الجانب من حياة الطلبة طوال تلك الفترة. وأيضا ليس من المبالغة إن قال القائل إن
معظم الطلبة وافدين كانوا أم مصريين و بالخصوص الطلبة الإندونيسيون ينتمون إلى هذا
الجانب فى قضاء حياتهم الصيفية، وإن كانت درجة إنتمائهم تختلف بعضهم عن بعض.
ومن صور الأنشطة الطلابية
فى هذا الجانب, الرحلة إلى الأماكن السياحية والتاريخية، مثل: جبل وعيون موسى،
والأهرمات. ومن الطلبة من يتفكرون فى جميل خلق الله على شواطئ البحر، مثل: شرم
الشيخ, رأس البر, شاطئ دمياط وإسماعيلية، وغيرها من الأماكن الممتعة السياحية.
رغم أن الترفيه هو القسم الأظهر لهذا الجانب إلا أن بعض
الطلبة قد يجمعون بين الجانب الثانى (الجانب العلمى والثاقفى) وبين هذا الجانب
الأخير. وصورة هذا الجمع هى عقد الرحلة إلى بعض المكتبات
العامة الموجودة فى القاهرة أو غيرها. فلا يخفى من أعيننا أن الهدف من تلك الرحلة
هو ترفيه الطلبة جسميا وعقليا. وبالإضافة إلى ذلك أنها تنبؤهم وتحثهم على الاستفادة
بتلك المكتبات التى من شأنها أهم الوسائل للحصول على قدر عظيم من الثقافة والعلم.
هذه
هى صورة مجملة عن حياة الطلبة الصيفية فى أرض مصرية. تختلف تلك الصور باختلاف
الطبائع والميول. وانطلاقا من هذه النقطة, علينا بالنظر إلى حالة أنفسنا, كيف
نقضيها ونستفيد منها طيلة هذه الإجازة الصيفية؟
فليس
مقصود الكاتب من إيراد هذه المقالة الموجزة إلا حث الجميع (بداية من نفسه) على
تنظيم وتدبير فترة الإجازة وتزيينها بالأعمال والأنشطة النافعة. وإن دل هذا على شئ
فإنما يدل على إهتمام الطلبة بعضهم بعضا بشؤونهم وأحوالهم. تمنياتنا التوفيق
والنجاح والسعادة فى جميع أمور الحياة. والله أعلم وهو الموفق إلى أقوم الطريق.
* الطالب بجامعة الأزهر كلية أصول الدين قسم الحديث
|